الشيخ الروحاني مصطفى الزيات

الشيخ الروحاني مصطفى الزيات
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الروحاني مصطفي الزيات

الخميس، 10 أكتوبر 2019

الرقية بسورة البقرة الشيخ الروحانى مصطفى الزيات 00201124436244



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الرقية بسورة البقرة

يتساءل الكثير عن الرقية بـ ( سورة البقرة ) ، وهل لهذه السورة ميزة عن مثيلاتها من آيات كتاب الله عز وجل ، ولأهمية هذا الموضوع فإني أطرح عليكم أثر الرقية بهذه السورة العظيمة على النحو التالي :

أ - الرقية بالسورة كلها : فقد ورد في فضل سورة البقرة أحاديث كثيرة ، وفيما يلي بعض فضائل هذه السورة والفوائد المترتبة على قراءتها :

(1)- رقية تحصن البيوت من الشياطين :

1)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر – أي فر وهرب - من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ) وفي رواية ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان ) ( صحيح الجامع - 7227 )

قال المباركفوري : ( قوله : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر" أي خالية عن الذكر والطاعة فتكون كالمقابر وتكونون كالموتى فيها أو معناه لا تدفنوا موتاكم فيها ، ويزيد على المعنى الأول قوله " وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان " وفي رواية مسلم : " إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " وفي حديث سهل بن سعد عند ابن حبان من قرأها يعني سورة البقرة ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان ثلاثة أيام ، وخص سورة البقرة بذلك لطولها وكثرة أسماء الله تعالى والأحكام فيها ، وقد قيل فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر كذا في المرقاة ) ( تحفة الأحوذي – 8 / 146 )

2)- عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء سناما ، وسنام – أي أعلاه - القرآن سورة " البقرة " وإن الشيطان إذا سمع سورة " البقرة " تقرأ ، خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة " البقرة " ) ( حديث حسن – السلسلة الصحيحة - 588 )

قال المناوي : ( " إن لكل شيء سناما " أي رفعة وعلوا استعير من سنام البعير ثم كثر استعماله حتى صار مثلا " وإن سنام القرآن سورة البقرة " أي السورة التي ذكرت فيها البقرة " من قرأها في بيته " أي في محله بيتا أو غيره وذكر البيت " ليلا " أي في الليل " لم يدخله شيطان " نكرة دفعا لتوهم إبليس وحده " ثلاث ليال " أي مدة ثلاث ليال " ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام " ) ( فيض القدير - 2 / 512 )

(2) رقية ضد السحر والسحرة :

أ - عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة – أي السحرة - ) ( صحيح الجامع - 1165 )

قال المناوي : ( " اقرأوا سورة البقرة " في بيوتكم أي في أماكنكم التي تسكنونها : بيتا أو خلوة أو خباء أو غيرها ولا تجعلوها قبورا أي كالمقابر الخالية عن الذكر والقراءة ، بل اجعلوا لها نصيبا من الطاعة ) ( فيض القدير – 2 / 66 )

ب- عن أبي سعيد – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن ، فتعلموها ، فإن تعلمها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المسافرين – برقم 252 )

قال ابن التركماني وهو يسرد سيرة أحد شيوخه : ( وكان قد ابتلى الله تعالى هذا الشيخ العالم ببلاء آخر ، وهو شيطان من الجن ، رد على الشيخ في قراءته ، فلعنه الشيخ وكذبه ، فأخذ الشيخ في عين المعاداة ، فكان الشيطان إذا دخل الليل يرجف قلوبهم ويرمي عليهم الأحجار ، فشكا ذلك للمؤلف – فإنه كان من جنسه ومن طلبته - ، قال : يا بني ! يرمي علينا كل يوم قفتين قلت له : فكان يكسر شيئاً من الأواني أو يصيبكم أنتم قال : لا ، ولكن مراده أن يرجفنا ويرميهم بالأحجار في وسط الدار ، وكان للشيخ سلم وفيه مسمار كبير ، فقومه الشيطان وأخرجه ورمى به في وجوههم ، قال الشيخ : وكان عندي صندوق مقفول وفيه كتب ، ففتح الصندوق ورمى كل ما فيه في وجوهنا ، وكان يأخذ الغزل من بين يدي الزوجة ويغيب ثم يرمي به على وجوهنا قال المؤلف : فقلت له : أنا وفلان نجيء إلى بيت سيدي ونقرأ شيئاً من كتاب الله تعالى ( فجئنا وقرأنا سورة البقرة بكمالها ، ثم دعونا الله سبحانه ؛ فصد الحق الشيطان ببركة القرآن ، وبعد ذلك ما قرب الدار ) ( اللمع في الحوادث والبدع - 436 ، 437 )

ب - الرقية بآيات من سورة البقرة :

1- الرقية بالآية الثالثة والستين بعد المائة من سورة البقرة والآية ( 1 و 2 ) من سورة آل عمران :

عن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " وفاتحة ( آل عمران ) " ألم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم " ) ( صحيح الجامع – 980 )

قال المناوي : ( " اسم الله الأعظم " قيل الأعظم بمعنى العظيم ، وليس أفعل للتفضيل لأن كل اسم من أسمائه عظيم وليس بعضها أعظم من بعض ، وقيل هو للتفضيل لأن كل اسم فيه أكثر تعظيما لله فهو أعظم ، فالله أعظم من الرب فإنه لا شريك له في تسميته به لا بالإضافة ولا بدونها ، وأما الرب فيضاف للمخلوق " الذي إذا دعي به أجاب " بمعنى أنه يعطي عين المسؤول بخلاف الدعاء بغيره فإنه وإن كان لا يرد لكونه بين إحدى ثلاث : إعطاء المسؤول في الدنيا أو تأخيره للآخرة أو التعويض بالأحسن ، وقد اختلف في الاسم الأعظم على نحو أربعين قولا ) ( فيض القدير - 1 / 510 )

2- الرقية بآية الكرسي :

1)- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - والحديث طويل والشاهد منه : ( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُو الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 255 ) حتى تختمها فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) ( صحيح الترغيب والترهيب – 658 )

2)- عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أنه : ( كان له جرن فيه تمر وأنه كان يتعاهده ، فوجده ينقص ، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم ، فقلت له أجني أم إنسي ؟ قال بل جني ) وفيه أنه قال له ( بلغنا أنك تحب الصدقة وأحببنا أن نصيب من طعامك ، قال فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية آية الكرسي ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : صدق الخبيث ) ( فتح الباري – 4 / 489 – وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد )

3)- عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - : ( أنه كانت له سهوة – ما كان بين الحائطين - فيها تمر ، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه ، فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " إذهب فإذا رأيتها فقل : بسم الله ، أجيبي رسول الله " فأخذها ، فحلفت ألا تعود ، فأرسلها ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما فعل أسيرك ؟ " قال : حلفت ألا تعود قال : " كذبت ، وهي معاودة للكذب " فأخذها فقال : ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني ذاكرة لك شيئا : آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما فعل أسيرك ؟ " فأخبر بما قالت قال " صدقتك وهي كذوب " ) ( فتح الباري – 489 )

قال المناوي في الغيلان : ( أي ظهرت وتلونت بصور مختلفة - قال في الأذكار: الغيلان جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم ومعنى تغولت تلونت وتراءت في صور 0 وقال غيره : كانت العرب تزعم أنها تتراءى للناس في الفلوات فتتلون في صور شتى فتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم وقد نفى ذلك الشارع بقوله : " لا غول " لكن ليس المراد به نفي وجوده ، بل إبطال زمن إضلاله ، فمعنى لا غول أي لا تستطيع أن تضل أحدا0 قال القزويني : وقد رأى جمع من الصحابة منهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه– حين سافر إلى الشام قبل الإسلام فضربه بالسيف ، ويقال : إنه كخلقة الإنسان لكن رجلاه رجلا حمار ) ( فيض القدير - 1 / 318 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق