لتقديم وجه من الأوجه على وجه آخر يكون لعدّة أسباب :
أوّلاً : أن يكون ذالك الوجه مشهوراً عن الراوي ومثال ذلك { آنذرتهم } فقد روى هذا الوجه المصريون عن ورش ومن المعلوم أنّ ورشاً مصري فانتشرت قراءته في مصر أكثر ممن انتشرت في بغداد ولذلك انتشر هذا الوجه أكثر من وجه التسهيل الذي أخذ به البغداديون. ووجه الإبدال هو الأقوى قياساً لأنّه كما هو معلوم أنّه إذا اجتمع ساكنان وكان الأوّل حرف مدّ فكان العرب يزيدون في المدّ جمعاً بين الساكنين لأنّ المدّ يقوم مقام الحركة.
ثانياً : أن يكون هذا الوجه هو الذي أخذ به معظم القرّاء مثال ذلك قصر البدل. فقد قدّم الإمام الشاطبي رحمه الله قصر البدل على التوسّط والطول لأنّ جميع القراء أخذوا بقصر البدل ما عدا ورش مع أنّ أكثر الرواة عن ورش أخذوا بالتوسّط والطول في البدل.
ثالثا : تقديم قراءة الحجازيين في الأداء مثال ذلك البسملة بين السورتين فقُدّم وجه البسملة بين السورتين في رواية ورش وأبي عمر وابن عامر على السكت والوصل لأنّها هي المشهورة عند الحجازيين. وقراءة الحجازيين في السبع هي نافع وابن كثير فقراءة أهل مكّة والمدينة تقدّم على غيرهم لأنّه مكان نزول الوحي وقراءة أهل المدينة تقدّم على قراءة أهل مكّة وقد زاد بعض العلماء قراءة أبي عمرو البصري في المرتبة الثالثة لأنّ البصرة أقرب البقاع إلى الحرمين وهو مذهب ابن الجزري والشاطبي ومن جاء بعدهما. فلذلك قدّمت قراءة نافع في الترتيب على قراءة بن كثير وقدّمت قراءة بن كثير على قراءة أبي عمرو وهكذا . فالبسملة كما هو معلوم أثبتها قالون عن نافع ورواها ورش بخلاف عنه وهي قراءة بن كثير واختلفت عن أبي عمر. فقُدّمت البسملة على الوصل والسكت لأنّ قالون أخذ بها وهو مدني بخلاف ورش فهو مصري فقدّم المدني على المصري وهو قراء بن كثير وهو من أهل الحجاز واختلف عن أبي عمرو مدني.
رابعاً : أن يكون ذلك الوجه هو الأقوى قياساً فيقدّم على غيره نحو ما ذكرناه في تقديم الإبدال في { آنذرتهم }
والله تعالى أعلم
أوّلاً : أن يكون ذالك الوجه مشهوراً عن الراوي ومثال ذلك { آنذرتهم } فقد روى هذا الوجه المصريون عن ورش ومن المعلوم أنّ ورشاً مصري فانتشرت قراءته في مصر أكثر ممن انتشرت في بغداد ولذلك انتشر هذا الوجه أكثر من وجه التسهيل الذي أخذ به البغداديون. ووجه الإبدال هو الأقوى قياساً لأنّه كما هو معلوم أنّه إذا اجتمع ساكنان وكان الأوّل حرف مدّ فكان العرب يزيدون في المدّ جمعاً بين الساكنين لأنّ المدّ يقوم مقام الحركة.
ثانياً : أن يكون هذا الوجه هو الذي أخذ به معظم القرّاء مثال ذلك قصر البدل. فقد قدّم الإمام الشاطبي رحمه الله قصر البدل على التوسّط والطول لأنّ جميع القراء أخذوا بقصر البدل ما عدا ورش مع أنّ أكثر الرواة عن ورش أخذوا بالتوسّط والطول في البدل.
ثالثا : تقديم قراءة الحجازيين في الأداء مثال ذلك البسملة بين السورتين فقُدّم وجه البسملة بين السورتين في رواية ورش وأبي عمر وابن عامر على السكت والوصل لأنّها هي المشهورة عند الحجازيين. وقراءة الحجازيين في السبع هي نافع وابن كثير فقراءة أهل مكّة والمدينة تقدّم على غيرهم لأنّه مكان نزول الوحي وقراءة أهل المدينة تقدّم على قراءة أهل مكّة وقد زاد بعض العلماء قراءة أبي عمرو البصري في المرتبة الثالثة لأنّ البصرة أقرب البقاع إلى الحرمين وهو مذهب ابن الجزري والشاطبي ومن جاء بعدهما. فلذلك قدّمت قراءة نافع في الترتيب على قراءة بن كثير وقدّمت قراءة بن كثير على قراءة أبي عمرو وهكذا . فالبسملة كما هو معلوم أثبتها قالون عن نافع ورواها ورش بخلاف عنه وهي قراءة بن كثير واختلفت عن أبي عمر. فقُدّمت البسملة على الوصل والسكت لأنّ قالون أخذ بها وهو مدني بخلاف ورش فهو مصري فقدّم المدني على المصري وهو قراء بن كثير وهو من أهل الحجاز واختلف عن أبي عمرو مدني.
رابعاً : أن يكون ذلك الوجه هو الأقوى قياساً فيقدّم على غيره نحو ما ذكرناه في تقديم الإبدال في { آنذرتهم }
والله تعالى أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق