الرجل العقرب
يصح في هذا الرجل المبدأ القائل : درهم وقاية خير من قنطار علاج هذه العبارة هي بمثابة نصيحة منا لجميع المتعاملين مع رجل برج العقرب بوجه عام و للمرأة بوجه خاص . من الخير لها أن تتسلح بدرع واق قبل محاولة التعرض له من قريب أو بعيد لأن في التعرض له خطر الانفجار أو الاحتراق المعنوي على الأقل . من الصعب على أي ٍ كان تصديق مثل هذا الكلام في الوقت الذي يبدو فيه هذا الإنسان على هذا النحو من الهدوء و السكينة . لكن شتان ما بين ما يظهره و بين ما يخفيه . إن ما يظهر منه ليس سوى قناع مزيف يقصد منه تضليل الآخرين أما ما يخفيه فهو حقيقته التي تتلخص بكلمة واحدة هي : الانفعال
يعتقد البعض أن رجل برج العقرب إنسان طيب أقرب إلى السذاجة , بينما يعتقد البعض الآخر أنه لئيم محب للغدر . وهو في الواقع خلاف الحالين . إنه بالضبط إنسان مفطور على حدة الذكاء و الإرادة و الانفعال في وقت واحد , أي أن قهره صعب مهما حاول البعض . و (45) إذا بالغ أحد في الإساءة إليه رد بالانفجار و بتحطيم كل ما حوله . أقوى ما في هذا الرجل القوي عيناه الحادتان اللتان تستطيعان اختراق أعماق أي كان و بث جميع الأفكار و المشاعر التي يريدها فيه . هذا الإنسان المتسلط القوي الإرادة يهدف إلى الحقيقة أينما كانت سواء في الحياة أو الموت أو المرض أو الحب أو الدين , و لذلك يؤمن بالتعمق و يكره السطحية إلى أقصى حد , و قد لا يوازي كرهه لها سوى كرهه للخسارة , فهو إن فقد شيئا مهما كان تافها أو قليلا يثور من الداخل إلى درجة الألم أو المرض دون أن يطرف له جفن
الرجل – العقرب إما متدين أو ملحد أو عنده من الرياء المقصود ما يكفي القيام بالدورين معا . إن القوانين التي يسير عليها من صنعه دائما . أهدافه واضحة و كذلك سبل الوصول إليها . وهو في سبيلها لا يأبه للصعاب أو الأخطار أو حتى الموت . هذا الرجل صعب في اختيار الأصدقاء لا لسبب سوى أنه ينشد أعلى المستويات في علاقاته بالآخرين ولا يتورع أحيانا عن استعمال القسوة و الأساليب السادية حتى مع المرأة التي يحب . على الرغم من ذلك يغار عليها بشدة و يتألم إذا حاولت الانعتاق منه و لكنه يكتم ألمه و يقابل أخطاءها بالعنف و التحدي و لو اضطر إلى تحكيم قلبه و سعادته . مقابل ذلك غيرتها هي لا تزعجه على الإطلاق ولا تحول دونه و الاهتمام بالنساء الأخريات مع أنه قوي جدا تجاه الإطراء و الغزل , و من النادر إن لم يكن من المستحيل أن يفقد السيطرة على نفسه في المواقف العاطفية
من الطبيعي أن يكون الرجل – العقرب أبا صارما على الرغم من حبه الشديد لأولاده . فهو لا يسمح بأن يتجاوزوا معه حدود الأدب و الطاعة و لكنه يعلمهم في الوقت نفسه احترام الذات و الاعتماد على النفس . من الجائز أن يتألموا ضمنا بسبب برود مظهره , و لكنهم يجلونه بكل تأكيد و يثقون بأقواله و أعماله ثقة عمياء
نعود إلى علاقة هذا الإنسان بزوجته فنجد أنها تقوم على أساس السيادة من جهته و الطاعة من جهتها . ذلك هو المبدأ الذي لا يحيد عنه في حياته العاطفية وهي – أي زوجته – بقبولها ذلك المبدأ تحصل على مميزات لا تنالها أية امرأة أخرى في الحب يكفي أن تعلم أن السعادة و الرضى تحولان زوجها من عقرب سام إلى نسر عظيم يحلق في الأجواء لا وحده بل برفقتها دائما , وأن في استطاعته أن يعرفها إلى أسرار و مفاتن يجهلها جميع الذين يفتقرون إلى معدنه و طينته العظيمتين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق