الي ابعد مما يتخيله الانسان في اقصي احلام اليقظة ف التاريخ الانساني مليء بالغوامض والخفايا . وبالنسبة للجن فمنهم أصحاب الاديان والمعتقدات , وحسب نوعية التفكير وتطابق وجهات النظر والرغبات بين الاثنين الجني والانسي . تتوطد العلاقة وقد تصبح مع الوقت صداقة وحسب قوة الجني وزكاء الانسي فقد يفعلون معا الاعاجيب ولمن ينكر هذا اسئله سؤال واحد لمذا قال الخالق عز وجل (قل لو اجتمعت الانس والجن علي ان يأتو بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) أذن اجتماع الانس والجن علي امور قد ياتي بالاعاجيب وقد ينتج منه الخوارق الرهيبة ولكن المولي حدد انه لا يستطيعان معا ان ياتوا بمثله في صدقه وكماله . فهنا معني انهم لا يستطيعون ان ياتون بمثل القران له وجه اخر انهم يستطيعون ان ياتون بما هو دونه من افعال خارق وامور عجيبة . فمثلا في علاقة الساحر بالشيطان نراه قد يخفي بعض لااشياء أو ياتي ببعض لااشياء من اماكن بعيدة جدا . كما انه ايضا أظهر لنا الخالق جل وعلا قوة الجن وانهم يستطيعون ان يصنعوا الامور الخارقة كما هي قصة العفريت من الجن الذي قال لسيدنا سليمان (أنا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك)) فهنا هو قادر بقوته التي اودعها الخالق فيه ان ياتي بعرش ملكة من وسط حرسها وقصورها من اليمن الي فلسطين ولم يقل هذا فقط بل عقب وقال(وأني عليه لقوي أمين) اي انه امر ليس بالشاق عليه فهو اقوي منه وقادر علي حمله وهو أمين عليه اي لن يستطع اي شخص من الجن او الانس ان يسلبه هذا العرش فهنا نبه الخالق علي قدرة بعض العفاريت وامانتهم في العمل واخلاصهم في التفاني في حب سيدهم او نبيهم من البشر فلو كان العفريت كارها لما تبرع بالعمل ولانتظر ان يدعوه سيدنا سليمان بنفسه او يكلفه كما هوالحال مع الشياطين التي يرد لنا الحق حقيقتها عندما يقول.( والشياطين كل بناء وغواص * وأخرين مقرنين في الاصفاد) فا الاولون يعملون بدافع قوة التسخير ولافرض عليهم . ومن يزغ منهم عن امر سليمان له يصفد ويسجن عقابا له علي تخليه وتقاعسه عن تنفيذ الامر السليمان المشمول بالاذن الالهي له . وهذا يعني انه هناك فارق جد كبير بين ان يعمل الجني والانسي بالمحبة والاخوة او باي شكل من الاشكال المرضية وبين تسخير الشياطين لانهم بطبيعتهم كارهين للبشر ولا سيما الانبياء علي وجه الخصوص . ف الاول تبرع حبا وكرامة للنبي وايماننا منه بالله وسرعة في الرد وحبا في المشاركة . والاخرين الشياطين يحاولون بشكل او باخر ان يتقاعسوا ولا يعملون الا بالارغام . فمن كل هذا نستخلص انه المسلم من الجن اخو المسلم من الانس يحبه ويطيعه فقط اذا توافرت لهما الظروف وتشابكت المصالح واتضحت الرؤية وصحت العزيمة عند كل منها علي خدمة الله وخدمة الدين .
جمال المصري الرشد الروحاني الاعلي
قلعة المختار الروحاني
حبا في نشر العلم
حبا في شيوع الفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق