الفراسة
الفراسة لغة: تفرس في الشيء أي نظر وتثبت بتمكن وهي مشتقة من حذق أمر الخيل (الفرس) وإحكام ركوبها، والشخص فارس: في ركوب الفرس أو فارس في الرأي وعلمه بالأمور. ويقال أيضا أنها مشتقة من: فرس السبع الشاة (الفريسة) فكانت الفراسة عبارة عن اختلاس المعارف بهذا الطريق المعين.
الفراسة اصطلاحا: تعرف على أنها الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة أو الاستدلال بهيئات الإنسان وأشكاله وألوانه وأقواله على أخلاقه وفضائله ورذائله. ويعرفها البعض على أنها معرفة أخلاق وطباع وأحوال البشر دون اتصال مباشر بهم أو معرفة الأمور من نظرة، والعرب تضم كثير من الفنون والعلوم سواء ذات الأصل العربي أو اليوناني أو غيره إلى الفراسة طالما كان الغرض منها كشف ما في الباطن من الظاهر.
هل الفراسة علم عربي أم غربي؟
أصل الفراسة: الفراسة علم عربي الأصل والجذور وهو معروف عند كل الأمم والشعوب. هناك الكثير من العرب الذين كتبوا في الفراسة أمثال الإمام فخر الدين الرازي في كتاب الفراسة والإمام شمس الدين محمد الأنصاري في كتاب السياسة في علم الفراسة وهناك من علماء المسلمين من تحدث عن الفراسة أمثال ابن قيم الجوزية في كتاب مدارج السالكين والإمام ابن الجوزي في كتاب الأذكياء وكتاب أخبار الحمقى والمغفلين وابن الأثير وغيرهم كثير. يروي الأدب العربي المئات من القصص والحوادث عن الفراسة التي تبين مقدرة الإنسان العربي في التفرس.
ما مصدر الفراسة؟
الفراسة تنبع من مصدرين: نور يقذفه الله في قلب المؤمن الحق ليفرق به بين الحق والباطل أو علوم وفنون يجري تعلمها والتدرب عليها وهي تنبع كذلك من مصدرين: دراسات وأبحاث مجربة ومثبتة علميا ويمكن قياسها والتحقق منها أو مهارات وخبرات متراكمة مصنفة في أغلبها يتناقلها أهل الفراسة والعلم والتجربة على مدى الأزمنة وتخضع أحيانا للقياس والمنطق.
ما هي أنواع الفراسة قديما؟
كثيرة هي أنواع الفراسة قديما منها:
1. فراسة الأثر (العيافة): تتبع آثار الأقدام والخفاف والنعال في التربة.
2. فراسة البشر (القيافة): معرفة الناس بالنظر إلى بشراتهم وملامحهم وأجسادهم.
3. فراسة ومعرفة الجبال واستنباط معادن الفلزات.
4. فراسة ومعرفة مصادر المياه (الريافة) من التربة والرائحة ورؤية النبات وحركات الحيوانات المخصوصة.
5. الاستدلال بأحوال البروق والسحاب والمطر والريح.
6. فراسة اللغة.
7. فراسة طباع وأخلاق الشعوب (جزء من فراسة وجوه البشر).
8. الفراسة المتعلقة بحذق المرء في صنعته.
9. الفراسة المتعلقة في أخلاق الحيوانات وصفاتها المحمودة والمذمومة (الخيل، الإبل..الخ).
10. فراسة الحس (اللون والذوق واللمس).
11. فراسة السلوك والمزاج والأصوات والأحوال النفسية.
ما أنواع الفراسة حديثا؟
هناك العديد من الفنون التي يمكن إدراجها تحت الفراسة الحديثة منها:
1. فراسة الوجوه Face reading (علم الفيسيونومي Physiognomy).
2. فراسة الإيماءات والحركات (علم الكينيسيكز Kinesics) وفيه فراسة الإحساس والنبرات والهيئات والمظهر والوضعيات..الخ.
3. فراسة خط اليد أو الكتابة اليدوية Handwriting analysis (علوم الجرافولوجي Graphology، الجرافونومي Graphonomy، والجرافوثيرابيGraphotherapy ).
4. فراسة الألوان (سيكولوجية الألوان Color psychology).
5. الفراسة المتخصصة (يعرفها الشخص مع الخبرة والتجربة والدراسة في مجال العمل: بائع العسل، بائع الذهب والألماس، بائع العطور والأطياب، العطار أو بائع الأعشاب، الطبيب أو الجراح، المهندس، خبير الأرصاد الجوية، خبير تتبع الأثر الجنائي، عالم تصنيف النبات أو الحيوان، فني السيارات، فني الكمبيوتر...الخ).
هل الفراسة هي الحاسة السادسة؟
لا، الفراسة علم له تفسيراته في علم النفس (وعلم الإنسان Anthropology والوراثة وغيرها وكثير من جزئياته نتجت من التجارب والأبحاث أو تراكم الخبرات التي يتناقلها الناس عن أهل العلم والعقل أما الحاسة السادسة فتدخل في علوم ما وراء علم النفس أو ما وراء الطبيعة (العلوم التي تشمل ظواهر وسلوكيات ليس لها تفسير). إن الفراسة الحديثة ليس لها علاقة بالباراسيكولوجي إطلاقا.
هل الفراسة هي الحدس وسرعة البديهة؟
لا، لكنها مهارات ومواهب مفيدة تعزز من قدرات الفراسة.
هل في علوم الفراسة ضرب من الكهانة؟
بالتأكيد لا، هناك ممارسات بعيدة عن الفراسة حرمها الإسلام كالكهانة والعرافة والنجامة والسحر والتطير والدجل أما الفراسة والقيافة والريافة والعيافة والزكانة فهي لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية.
هناك من يعتبر أن تحليل الخط اليدوي والرسوم والشخبطة سواء لغرض تحليل الشخصية أو لغرض المضاهاة من الشعوذة وأنه ليس لها أصلا علميا أو دينيا فما لصواب؟ وما هو صحة الرأي الشاذ القائل بأن شخصية الشخص البارع في محاكاة الخطوط والتزوير لا يمكن أن تستشف؟
أما بالنسبة لأصوله وجذوره العلمية فهي موجودة وهناك آلاف المقالات العلمية والكتب الصادرة من العديد من المؤسسات البحثية والمعاهد المتخصصة والجامعات حول العالم لا يمكن عدها وحصرها سواء في موضوع تحليل الخطوط بغرض تحليل الشخصية والحالة الصحية أو بغرض المضاهاة واثبات الخطوط المطعون في صحتها جنائيا كما أن تطبيقاته لا تكاد تخلوا في أي بلد حيث توجد إدارات وأقسام خاصة في فحص الوثائق ومعرفة صاحب الوثيقة والحالة الشعورية أو النفسية التي كان عليها وقت الكتابة ويستخدمه علماء وأخصائيون في علم النفس والكثير من المهتمين بتحليل الشخصية ورجال المخابرات في تحليل شخصيات الآخرين. وعموما فإن تحليل الشخصية من خلال الخط عدة مدارس مختلفة منها من يكثر النقد عليه بسبب ضعف منهجه وبعده عن الطرح العلمي السليم أو عدم إتباع المنهج الإحصائي أو الشمولي ومنها ما يدرس في الجامعات والمعاهد والروابط العلمية ومراكز تدريب رجال التحري والمخبرين.
أما من الناحية الشرعية فلا يوجد جدال بمشروعية ذلك خاصة أن تحليل الشخصية من خلال الخط لا تتعرض للمستقبل والغيب وإن كان ذلك افتراضا موجودا فهو عند القلة ومن إضافاتهم وآرائهم الشخصية. إن تحليل الخط وتتبعه أقرب إلى فن فراسة الأثر الذي عرفه العرب واشتهروا به لأن الخط كالأثر بل أكثر محتوى وأقوى معنى ودلالة إذ أنه لغة اتصال بحد ذاتها وعمليات شعورية ولاشعورية يمكن أن تدرس بعشرات الطرق العلمية لعل أشهرها الإسقاط والرمزية عند المختصين في علم النفس والتناسق العصبي العضلي عند المختصين في فروع الطب والاختلافات الثقافية للخط والرسوم والرموز ودلالاتها بين الشعوب المختلفة عند المختصين في علم الإنسان. وقد أفتى مركز الإفتاء في موقع الشبكة الإسلامية الرسمي بمشروعية وبأهمية تعلم هذا العلم والاستفادة منه.
أما بخصوص الرأي الشاذ الذي يقول به بعض الجهلة من عامة الناس وبعض أصحاب الأفكار الضلالية الذين يتخذون ذلك الرأي سبيلا في الطعن بالقرآن وما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن شخصية الشخص البارع في محاكاة الخطوط والتزوير لا يمكن أن تستشف فجوابها عند أهل الاختصاص كالتالي:
- يجمع محللوا الخط سواء المختصون في تحليل الشخصية من خلال الخط أو فحص الوثائق بأن خط الإنسان ذاته لا يمكن أن يتطابق مرتين بنسبة 100% دون أي تغيير أو تفاوت ولو لم يكن غير ملحوظ للعين غير الخبيرة.
- يجمع أغلب علماء مضاهاة وفحص الوثائق إلى أن العوامل الميكانيكية والجسدية والعقلية والنفسية تجعل من المستبعد جدا أن تتوافر كتابتان يدويتان متطابقتان بالضبط لشخصين مختلفين خاصة إذا كانت العملية فيها نوع من التلقائية.
- بحسب ما ذكره العديد من المحللون والخبراء كخبيرة تحليل الخطوط الأمريكية تريس جابريال فإن أحد علماء الإحصاء الأمريكيون قد توصل في بحثه إلى أن احتمالية وجود خطان متطابقان لشخصين مختلفين هي 1 إلى 68000000000000.
- يرى خبير تحليل الشخصية من خلال الخطوط الأمريكي بارت باجيت أن احتمالية وجود شخصان لهما خط متطابق هو واحد في البليون.
- لأن الخط مميز للفرد فإنه يجري تطبيقه في أنظمة التعرف على الأشخاص والتي تشمل ملامح الوجه والبصمة وقزحية العين والصوت وغيرها.
أما عند أهل الفقه فاقتبس ما ذكره الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
- "الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) ولو لم يجز الاعتماد على الخط لم تكن لكتابة وصيته فائدة"
- "ومن العجب أن من أنكر ذلك وبالغ في إنكاره ليس معه فيما يفتي به إلا مجرد كتاب قيل إنه كتاب فلان فهو يقضى به ويفتى ويحل ويحرم ويقول هكذا في الكتاب والله الموفق".
- "قال إسحاق بن إبراهيم قلت لأحمد الرجل يموت وتوجد له وصية تحت رأسه من غير أن يكون أشهد عليها أو أعلم بها أحدا الشياطين يجوز إنفاذ ما فيها قال إن كان قد عرف خطه وكان مشهور الخط فإنه ينفذ ما فيها".
- "وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل كتبه إلى الملوك يبك الأمم يدعوهم إلى الإسلام فتقوم عليهم الحجة بكتابه وهذا أظهر من وبالله التوفيق".
- "دلت الأدلة المتضافرة التي تقرب من القطع على قبول شهادة الأعمى فيما طريقه السمع إذا عرف الصوت مع أن تشابه الأصوات إن لم يكن أعظم من تشابه الخطوط فليس دونه".
- "وقد صرح أصحاب أحمد والشافعي بأن الوارث إذا وجد في دفتر مورثه أن لي عند فلان كذا جاز له أن يحلف على استحقاقه وأظنه منصوصا عليها وكذلك لو وجد في دفتره أني أديت إلى جاز له أن يحلف على ذلك إذا وثق بخط مورثه وأمانته".
- "ولم يزل الخلفاء والقضاة والأمراء والعمال يعتمدون على كتب بعضهم إلى بعض ولا يشهدون حاملها على ما فيها ولا يقرءونها عليه هذا عمل الناس من زمن نبيهم إلى الآن".
- "منها اختلاف الخطوط اختلافا متفاقما في تأليف الحروف الذي يعلم معه أن ذلك لا يصدر عن كاتب واحد وكلها نافية أنه بن أبي طالب رضي الله عنه".
- "وكان الشعبي يجيز الكتاب المختوم بما فيه من القاضي ويروى عن ابن عمر نحوه وقال معاوية بن عبد الكريم الثقفي شهدت عبد الملك بن يعلى قاضي البصرة وإياس بن معاوية والحسن البصري وثمامة بن عبد الله بن أنس وبلال بن أبي بردة وعبد الله بن بريدة وعامر بن عبيدة وعباد بن منصور يجيزون كتب القضاة بغير محضر من الشهود فإن قال الذي جئ عليه بالكتاب إنه زور قيل له اذهب فالتمس المخرج من ذلك".
- "وقد قال أصحاب مالك في الرجلين يتنازعان في حائط فينظر إلى عقده ومن له عليه خشب أو سقف وما أشبه ذلك مما يرى بالعين يقضى به لصاحبه ولا يكلف الطالب البينة".
هذا الرأي الذي أجمع عليه أهل الفقه في زمانهم فكيف إذا رأوا أن بعض مدارس تحليل الخط في أيامنا هذه تدرس هذا العلم على مدى شهور أو سنوات ويفحص فيه المحللون العينات والنماذج المكتوبة بأجهزة دقيقة جدا ويستخدمون فيه العديد من أدوات القياس والعدسات والمجاهر المكبرة والكثير من البرامج الحاسوبية المتقدمة جدا. إن الكتابة عملية معقدة جدا تتداخل فيها العديد من العوامل وفضلا عن أنها طريقة لتوصيل الأفكار والآراء والمشاعر والأحاسيس فإنها قد تستخدم كأداة للعلاج وضبط التوازن الجسمي العصبي وأداة للتعلم وبرمجة العقل على الحفظ ورسوخه والتذكر وتقويته وكشف مؤشرات الاضطراب والعلل في النفس والجسد وتقويمها مما يجعلنا كمسلمين نتفكر في نعم الله وقدرته التي مايزتنا عن كثير من مخلوقاته والمتمثلة الخط.
هل قراءة الكف من الفراسة؟
تحدث العرب عن قراءة الكف Palm reading (Palmistry) العرب والغرب على أنها من أنواع الفراسة لكنها اقترنت بكشف الطالع والمستقبل وبنيت على أساسات ضعيفة لا يمكن دراستها والتحقق منها كما أنها ابتدعت وليست من نتاج خبرات وتجارب البشر مما جعلها علما أو فنا منفصلا أقرب منه إلى علم التنجيم.
هل علم الأرقام من الفراسة؟
لا، علم الأرقام Numerology أقرب إلى علم التنجيم وفنون الدجل التي تدعي كشف الطالع وقراءة المستقبل.
هل الفراسة تورث؟
إذا كانت العلوم والمعارف المكتسبة يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد فعلوم الفراسة تورث. بالتأكيد قد يكون عند فرد ما استعداد أكثر من غيره لأن يصبح متفرسا متمكنا إذا نمى مواهبه وقدراته بالإطلاع والدراسة والتجربة. وهناك بالطبع ما يسمى بفراسة المؤمن وهي نور يقذفه الله في قلب المؤمن الحق ولا يكتسب بالتعلم يقرنه بعض الناس بالحاسة السادسة وما يسمونه بما فوق الحواس رغم عدم صلته بهذا النوع من الحواس.
أيهما أفضل الرجل أم المرأة في الفراسة (تحديدا في فراسة الملامح والإيماءات)؟
هناك دراسة تقول أنه لا يوجد فرق وهناك دراسة تقول أن المرأة أفضل في قراءة تعبيرات الوجه والحركات والإيماءات لارتباطها القوي مع أطفالها منذ ولادتهم وخلال تربيتهم فهي تتعود على فهم ملامحهم وتعبيراتهم في الوقت الذي تتواصل معهم لا لفظيا لعدم تكون اللغة لدى أطفالهم، وهناك دراسة حديثة حول معرفة الفروق في عمل دماغ الفتيان والفتيات دون الحادية عشر أظهرت أن الفتيات في هذا السن لهن القدرة على قراءة تعبيرات الوجه (فراسة تعبيرات الوجه) أكثر من أقرانهم الفتيان. الدراسة على حداثتها محصورة على فئة سنية معينة وتعتبر ضعيفة جدا حيث أن مجتمع الدراسة مكون من 17 ولدا و 18 بنتا كما أنها لم تخلص إلى هل هذه الفروق تستمر مع ازدياد العمر أم هي محصورة في فترة ما قبل المراهقة. وهناك دراسة تقول أن المرأة تتفرس في أشياء وتغيب عنها أشياء وكذلك الرجل فكل شخص له طريقته في التفرس والذي أجده صوابا هو الرأي الأخير مع أن التاريخ يشهد بأن الرجال كانوا ولا زالوا الأفضل في جميع أنواع الفراسة كالرسل وآل البيت والصحابة والتابعين وأهل القضاء والطب والعلماء وأهل الفقه وغيرهم.
هل هناك أعراق أو قبائل عربية بعينها برعت في الفراسة قديما؟
نعم، يقال أن قبائل عدة كانت تشتهر بفراسة محددة كفراسة الأثر عند قبيلة بني مدلج وهناك قبائل تعرف بفراسة الملامح وأخرى بفراسة اللغة وأخرى بفراسة الجبال ولا توجد أعراق أو قبائل ملمة بجميع فنون الفراسة.
أيهما أقوى فراسة: ساكن القرى والمدن أم ساكن الصحراء قديما؟
كان البدوي ساكن الصحراء ذو فراسة أقوى من نظيره ساكن المدن والقرى وقد كيف نفسه على فراسة الجبال ومعرفة مواطن المياه وفراسة الأثر وبرع في فراسة الكلام العربي لأنه كان أشد من الآخرين محافظة عليه.
هناك الكثير من العلوم والفنون المختلفة التي نسمع عنها تسمى علم الخط أو الحروف فما لفرق بينها؟
هذا الشيء صحيح وكثيرا ما يسبب تشوش الرؤية لدى دراسي الفراسة خاصة أن بعض هذه الفنون محرمة تزعم قراءة المستقبل.
- علم الحروف أو الخط وأشباهه كعلم الأرقام هو ضرب من الكهانة والدجل والسحر ويقوم على دراسة خواص الحروف وإيجاد المقابل العددي لهم ويستخدمه السحرة والدجالون فيما يسمونه بالكشف وقراءة المستقبل ومن ذلك الجفر وهو فن يعرفونه على أنه العلم الذي تعرف به الحوادث المستقبلية وكثيرا ما يجمع هؤلاء اسم الأم مع اسم الشخص بالأرقام والأعداد لقراءة قدر الإنسان كما يزعمون بل يكتبون الآيات بالأرقام والرموز الشركية ويستعينون بالشياطين ويزعمون استخدام ذلك في عمل الأوفاق لإحداث أمر ما من تسـخير أو محبة أو شفـاء وعلاج الأمراض الجسـدية و النفسـية حتى المستعصية منها أو إجابة أي طلب و تسـخير العوالم الروحانية و الفلكــية لفعل الكثير من الأمور كما يدعون. هذا العلم أو الفن حرام بلا جدال. ومنها أيضا الخط بالرمل أو الضرب بالرمل.
- علم إملاء الحروف والكتابة وهو المعروف اختصارا بالإملاء وهو أساسي لكل طالب علم يبدأ تعلم لغة جديدة.
- علم الخط المختص بدراسة تاريخ تطور الخط و أنواع الخطوط وخواصها في الرسم والكتابة وتحسين الخط ويمسى عالميا كاليجرافي Calligraphy وهو من الفنون الجميلة كالرسم والنحت.
- علم تحليل الخط Handwriting analysis أو الجرافولوجي Graphologyوهو دراسة سيكولوجية الرسم وكل ما يخط ومن ضمنه دراسة أشكال الخط وطريقة كتابته وارتباطه بالأحوال النفسية والعقلية والجسدية بغرض معرفة الشخصية وسماتها وملاحظة بعض الدلالات المرضية الجسمية والنفسية وهو من العلوم المؤثرة جدا والتي لا يستغنى عنها في هذه الأيام ويسمى فراسة الخط. وهناك فحص الوثائق Document examination الذي يلتقي مع علم تحليل الخط في بعض النقاط وهو يدرس الخط بغرض التحقق من صحة الوثائق المطعون بها ومضاهاة الخطوط ومعرفة الحالة والوضعية التي كان عليها الكاتب وقت الكتابة.
هل عرفت العرب فراسة الخط (تحليل الخط)؟
لا، تحليل الخط Handwriting analysis أو الجرافولوجي Graphology والعلوم المرتبطة به من علوم الفراسة الحديثة التي لم تتطور لحد الآن في الوطن العربي لكن العرب قديما كانت تقوم بالاعتماد على الخط ومضاهاة الخطوط بشكل بدائي جدا مبني على النظر والتأمل في جزئياته وهناك الكثير من أخبار العرب حول ذلك.
ما الفرق بين علوم فراسة وتحليل الخط وما هي المسميات الأخرى المرتبطة بها ؟
هناك علوم نبعت من فراسة وتحليل الخط وأصبحت مستقلة وأكثر تخصصا وهناك علوما حاولت أن تتعرض لتحليل الخط بطرق مختلفة بعضها دقيق وبعضها غير دقيق وعموما فإني شخصيا أقسمها إلى التالي:
- الجرافولوجي Graphology: هو علم تحليل الشخصيات من خلال الخط والرسوم والشخبطة والتوقيع أي دراسة الحركات الرسومية الصادرة من الإنسان سواء أكانت كتابة أو شخبطة أو رسوم أو توقيع على ورقة أو حائط أو رمل أو أي سطح آخر بغرض الوصول إلى معرفة بعض خصائص الشخصية.
- الجرافوثيرابي Graphotherapy: هو علم تحليل وتعديل الشخصيات من خلال الخط (العلاج من خلال الخط).
- الجرافونومي Graphonomy: هو علم تحليل الشخصيات من خلال الخط والرسوم والتوقيع وفق قياسات ومعايير محددة (مبني على إحصاءات وأرقام) وهي محاولة لتأصيل تحليل الخط علميا.
- الأوتوجرافري Autographery: هو العلم الذي نشر ولأول مرة عن طريق الشاعر ألين إدجار والذي تناول موضوع تحليل خط البشر ولم يحقق انتشارا أو نجاحا فاندثر.
- الأستروجرافولوجي Astrographology: هو العلم الذي يدمج مابين علم التنجيم والفلك Astrology وعلم تحليل الخط (الجرافولوجي) Graphology ليتنبأ بالطالع والمستقبل، وهو علم لم ينتشر إلا في دول قليلة جدا أبرزها الهند.
- الكينيسيوجرافي Kineseography: هو العلم الذي يدمج ما بين علم الحركات أو لغة الجسد Kinesics وعلم الجرافولوجي Graphology أو تحليل الخطوط، وهذا العلم لم ينتشر ولم يلق قبولا واسعا ورغم ذلك يدرس عن طريق إحدى الكليات في كندا.
ما لفرق بين علوم فراسة وتحليل الوجوه والشخصية: الفيسيونومي والفرينولوجي والبيرسونولوجي والمورفوسيكولوجي والكركترولوجي؟
هناك علوم نبعت من فراسة وتحليل الوجوه وأصبحت مستقلة وأكثر تخصصا وهناك علوما حاولت أن تتعرض لتحليل وفراسة الوجوه بطرق مختلفة بعضها دقيق وبعضها غير دقيق، وعموما فإني شخصيا أقسمها إلى التالي:
- الفيسونومي Physiognomy: هو علم وفن اكتشاف مزاج الأشخاص وشخصياتهم وطباعهم وأحوالهم النفسية والصحية من خلال الشكل والمظهر الخارجي وبالأخص الوجه، يقال أن أصوله ترجع لأكثر من 2500 سنة. عرف هذا العلم اليونانيون وتحث عنه سقراط وأرسطو وعرفه الهنود والصينيون والرومان والعالم العربي وأثناء عصور النهضة الأوروبية قلت شعبيته بسبب ظهور علم الفرينولوجي في القرن التاسع عشر ثم عاود الظهور بقوة في القرن العشرين عن طريق علماء الشخصية. هذا العلم معترف به في كثير من الدول ووجد قبولا واسعا لحد يومنا هذا وله عدة تطبيقات فعالة إلا أن البعض لا يفضلون أن يتداولون مصطلح علم الفيسيونومي و يسمونه بفن قراءة الوجوه Face reading.
- الفرينولوجي Phrenology: هي نظرية أسسها الطبيب الألماني فرانس جوزيف قال والتي تدعي القدرة على قراءة صفات الأشخاص والمجرمين على أساس شكل الرأس. تعتبر حاليا من العلوم الزائفة رغم إضافاتها في المجال الطبي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
- البيرسونولوجي Personology: علم الشخصية وهو تعبير صاغه أواسط القرن العشرين الدكتور إدوارد فنسينت جونز أحد قضاة المحاكم العليا في أمريكا بعد أن تعامل مع آلاف القضايا والجرائم وتعرف على آلاف الشخصيات من العبقري إلى ذو الطبيعة الإجرامية. هذا التعبير يصف قائمة بالصفات الجسدية التي تتعلق بسلوك وصفات البشر. لم تصل نظريته إلى الحدود التي وصل لها الفيسيونومي، ويعتبرهما البعض تعبيرين يشيران إلى نفس الشيء.
- المورفوسيكولوجي Morphopsychology: العلم الذي يدمج ما بين علم النفس وعلم بيولوجية الإنسان لكشف صفات الشخصية. أسس هذا العلم وتحقق من نظرياته المعالج النفساني لويس كورمان حيث أثبت بالتجارب التطبيقية أن كثير من الكفاءات والسلوكيات والميول والطباع يمكن أن تكتشف بدقة بدراسة الخصائص الوجهية لأي شخص. يعتبر الكثير من المتخصصين المورفوسيكولوجي على أنه مجموعة التقنيات التطبيقة (الجانب التطبيقي) لعلم الفسيونومي.
- الكركترلوجي Characterology: الطريقة التي ظهرت في عشرينيات القرن الماضي والتي حاولت مراجعة علم قراءة الوجوه (الفسيونومي) ودمجه مع علم الفرينولوجي بعد إعادة تقييمه وصياغته مع التركيز على نظريات علوم أخرى قريبة كالباثونومي والإيثنونومي وعلم الإجتماع وعلم الأنثروبولوجي. هذه الطريقة التي صممها هاميلتون ماك كورميك كانت محاولة لإيجاد نظام علمي موضوعي لتحديد صفات الأشخاص.
يزعم أحدهم أن الفراسة ليس لها علاقة بعلم النفس فما هو الصواب؟
كما ذكرت هناك أنواع من الفراسة فأيهما يقصد إذا كان يقصد فراسة الإيماءات وفراسة الخطوط فهو غير ملم كفاية لأنهما مرتبطان جدا بعلم النفس ويعتبران فروعا منه.
ما الفرق بين لغة الجسد وعلم الحركات (الكينيسيكز)؟
لغة الجسد هي جزئية من جزئيات علم الكينيسيكز وقد يسميها البعض علم الإيماءات والحركات.
من هو أب فراسة الوجوه (الفيسونومي)؟
الشاعر السويسري والباحث جون كاسبر لافتر Johann Kasper Lavater هو أب الفيسيونومي الحديث وقد تحدث بإسهاب أيضا عن تحليل الخط وله آراء مشهورة فيه أما الفيسيونومي القديم فرائده هو الفيلسوف أرسطو المحب للأنظمة التصنيفية.
من هو أب فراسة الخطوط (الجرافولوجي)؟
الطبيب الإيطالي كاميلو بالدي Camillo Baldi.
من هو أب فراسة الإيماءات والحركات (الكينيسيكز)؟
عالم علم الإنسان Anthropology ري بيردويستيل Ray Birdwhistell.
يقول شخص أن لديه فراسة ربانية لا تخطيء فيما يتعلق بطباع الناس ووجوههم فهل هذا ممكن؟
قد يكون ذلك، وبشكل عام إذا كان يبني على أسس وقواعد ثابتة يمكن تطبيقها وتدريبها للآخرين فهي فراسة (الطباع، الوجوه) وإذا كان خلاف ذلك فإنما هو إحساس داخلي أو ظن وقد يكون نوع من أنواع الفراسة التي تنشأ من التعامل الدائم مع صنوف الناس والخبرة في أحوالهم ويعيبها أنها لا يمكن أن تدرب للآخرين وفيها اختلاف كبير (كل شخص حسب خبرته في الحياة) وقد يكون هذا الشيء الذي يعتقده الشخص أنها فراسة ربانية أو متعلقة في موضوع الطاقة والروح ولعله شائع جدا أن نرى مثل ذلك بين ذوي الصلة الشديدة كبين الأم وأبنائها أو بين الأصدقاء المقربين جدا أو بين الأزواج.
يسأل شخص عن الفسيونومي (علم قراءة الوجوه) وعن تطبيقاته ما هي؟
1. معرفة مزاج و طباع الناس وصفاتهم المحتملة ومعرفة الحالات الشعورية والعقلية للأشخاص.
2. استخداماته في فن التجميل والرسم والنحت والتصميم وفي اختيار الممثلين في الأدوار التمثيلية وفي اختيار الموظفين في بعض الوظائف.
3. معرفة بعض الأمراض والمشاكل النفسية من أحوال وتعابير وجوه البشر وقد اشتهر الصينيون بذلك منذ القدم ويسمى الفيسيونومي الصيني Chinese physiognomy الذي يسمونه Mian Xiang حيث يدرس الفيسيونومي الصيني الأمراض بالإضافة إلى تطرقه إلى بعض الأمور التي تشذ عن مدارس الفيسيونومي الأخرى وخاصة الفيسيونومي الحديث كقراءة الحظ والنصيب.
4. معرفة الصورة المحتملة للمجرمين ورسمها أو تركيب صورة عنهم على ضوء المعلومات المتوافرة عن هيئاتهم وملامحهم من الشهود وهذا التطبيق منتشر في جميع الدول المتقدمة تقريبا ويعرف بالتركيب الوجهي Facial composition وهناك تطبيقات حاسوبية متقدمة تساعد في ذلك. يجري تطبيق قراءة الوجوه في التعرف على الشخصية Facial recognition كالبصمة في كثير من الأجهزة فيما يعرف بتقنيات التعرف الشخصي من خلال الوجه أو البيومتري Facial biometrics.
يسأل شخص عن علم تحليل الخط وعن تطبيقاته ما هي؟
1. المجال الجنائي: فحص الوثائق المطعون بصحتها والمشكوك فيها ومضاهاة وتحليل الخطوط وهذا التطبيق موجود في أغلب الدول المتقدمة وفي بعض الدول العربية التي تتفاوت في درجة تمكنها في ذلك وكذلك في الدول الخليجية. يجري تطبيق تحليل الخط في التعرف على الشخصية Handwriting recognition كالبصمة في كثير من الأجهزة فيما يعرف بتقنيات التعرف الشخصي من خلال خط اليد أو البيومتري Handwriting biometrics وقد تفتح هذه التقنيات المجال واسعا أمام التطبيقات المختلفة وقد يحل محل الأقفال والمفاتيح أو أنظمة الأمان الأخرى أو أنظمة مراقبة وتسجيل الحضور والإنصراف في الوظائف مستقبلا.
2. المجال النفسي والطبي: الكشف عن بعض ملامح الشخصية والأوضاع النفسية للكاتب والكشف عن دلالات ومؤشرات بعض الأمراض النفسية والجسدية من الخط ومحاولة تداركها أو علاجها أو التماشي معها والاستفادة من تحليل الشخصية في اختيار الموظفين أو حل المشاكل النفسية والاجتماعية. 80% من الشركات والمؤسسات في العديد من الدول الأوروبية كفرنسا وإسبانيا وهولندا وإسرائيل تعتمد على تحليل الخط في توظيف الأشخاص، وحسب دراسة نشرتها مجلة وول ستريت The Wall Street Journal عام 1988 فإن 7.9 من الشركات في بريطانيا تعتمد على تحليل الخط في قبول طلبات التقدم للوظيفة. هناك العديد من المؤسسات والهيئات والوزارات والجامعات التي تتعامل مع تحليل الخط سواء لاختيار الموظفين أو دراسة سلوك الأشخاص أو للغرض الجنائي وفحص الوثائق ففي أمريكيا توجد أكثر من خمسة آلاف شركة ومؤسسة تستخدم تحليل الخط بطريقة أو بأخرى كما ذكرت إحدى الباحثات الأمريكيات المتخصصات في علم تحليل الخط لفحص الوثائق وتحليل الشخصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق