الجماع وما فيه من نعم: في حقيقة الأمر؛ الجماع فيه أرزاق كثيرة لكلا الزوجين، ونعما لا حصر لها، والشيطان بطبيعة الحال يدرك ما لا ندركه من تلك النعم، لذلك فهي محسودة من الشيطان، ويحرص على إفسادها علينا، فلا يكون لنا حظ فيها. انظر إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنَّ أحدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَه فقال: باسمِ اللهِ: اللهمَّ جنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا، فإنَّهُ إن يُقدَّرُ بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضرَّه شيطانٌ أبدًا). () ستجد أن قوله (وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا) لا يقف عند حد ما رزقهما من ولد، لأن قوله (فإنَّهُ إن يُقدَّرُ بينهما ولدٌ في ذلك)، قائم على احتمال أن يقدر بينهما ولد، فإن لم يقدر الولد كأن يكون أحد الزوجين عقيم، إذن فالولد ليس الرزق الوحيد جراء الجماع. ففي الحديث أنَّ رِفاعَةَ القُرَظِيَّ طلَّق امرأتَه فبَتَّ طلاقَها، فتزوَّجَها بعدَه عبدُ الرحمنِ بنُ الزُّبَيرِ، فجاءتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنها كانتْ عِندَ رِفاعَةَ فطلَّقها آخرَ ثلاثَ تطليقاتٍ، فتزوَّجها بعدَه عبدُ الرحمنِ بنُ الزُّبَير، وإنَّه واللهِ ما معَه يا رسولَ اللهِ إلا مثلُ هذه الهُدبَةِ، لهُدبَةٍ أخذَتْها من جِلبابِها، قال: وأبو بكرٍ جالسٌ عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وابنُ سعيدِ بنِ العاصِ جالسٌ ببابِ الحُجرةِ ليُؤذَنَ له، فطَفِقَ خالدٌ يُنادي أبا بكرٍ: يا أبا بكرٍ، ألا تَزجُرُ هذه عمَّا تَجهَرُ به عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وما يَزيدُ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على التَبَسُّمِ، ثم قال: (لعلكِ تُريدينَ أن تَرجِعي إلى رِفاعَةَ، لا، حتى تَذوقي عُسَيلَتَهُ ويَذوقَ عُسَيلَتَكِ). () فقول الصحابية: “وإنَّه واللهِ ما معَه يا رسولَ اللهِ إلا مثلُ هذه الهُدبَةِ، لهُدبَةٍ أخذَتْها من جِلبابِها..” والهدابة طرف الثوب، كما في لسان العرب: “أَرادت مَتاعَه، وأَنه رِخْوٌ مثل طَرَفِ الثَّوبِ، لا يُغْني عنها شيئاً”. () وهذا كناية عن الارتخاء وضعف الانتصاب عند زوجها، مما يعني عجزه عن إتيانها، وحرمانها من حقها في المتعة.
أي خلل في القدرة الجنسية يفسد أداءها، ويفقد الجماع متعته، ويصاب كلا الطرفين بالحرمان من الإحساس باللذة، وهذه اللذة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ (عسيلة)، ففي الحديث أنَّ الغُمَيْصاءَ، أوِ الرُّمَيْصاءَ أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّه علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ تَشتَكي زَوجَها أنَّهُ لا يصلُ إلَيها، فلَم يلبَث أن جاءَ زوجُها، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، هيَ كاذِبةٌ وَهوَ يصِلُ إليها، ولَكِنَّها تريدُ أن ترجِعَ إلى زوجِها الأوَّلِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: (لَيسَ ذلِكَ حتَّى تذوقي عُسَيْلتَهُ). () وفي لسان العرب: “عني جِماعَها؛ لأَن الجِماع هو المُسْتَحْلى من المرأَة، شَبَّهَ لَذَّة الجماع بذَوْق العَسَل فاستعار لها ذَوْقاً؛ وقالوا لكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ ومَعْسول، على أَنه يُسْتَحْلى اسْتِحْلاء العَسَل، وقيل في قوله: (حتى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق عُسَيْلَتَك)، إِنَّ العُسَيْلة ماء الرجل، والنُّطْفَةُ تُسَمَّى العُسَيْلة؛ وقال الأَزهري: العُسَيْلة في هذا الحديث كناية عن حَلاوة الجِماع الذي يكون بتغييب الحَشَفة في فرج المرأَة، ولا يكون ذَواقُ العُسَيْلَتَيْن معاً إِلا بالتغييب وإِن لم يُنْزِلا، ولذلك اشترط عُسَيْلَتهما. وأَنَّثَ العُسَيْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة من العَسَل؛ قال ابن الأَثير: ومن صَغَّرَه مؤنثاً قال عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة، قال: وإِنما صَغَّرَه إِشارة إِلى القدر القليل الذي يحصل به الحِلُّ”. ()
حتى العسيلة حرمها كثير من الأزواج، بسبب تسلط الشيطان، رغم كفاءة قدرات كلا الطرفين، إما بسرعة القذف، أو القذف المرتجع، أو فقدان الإحساس باللذة، وبالبحث خلف هذه الأعراض نكتشف دور الشيطان، وتدخله في أخص العلاقات الإنسانية. لذلك فإن قوله (اللهمَّ جنِّبْنا الشيطانَ) فعائد على الزوجين، أي جنبنا الشيطان في لقاءنا هذا، إذن فالشيطان ينشط أثناء الجماع، بهدف حرمانهما من أرزاق أخرى خلاف الذرية، مثل القوة في المعاشرة، والاستمتاع الجنسي. فقوة الانتصاب، وقوة العضلات المهبلية العاصرة، وما يشعران به من لذة ومتعة، وما يجدانه من اعتدال المزاج بعدها، كل هذه نعم يستهدفها الشيطان بكيده ومكره، ليحرم الإنسان من الاستمتاع بها. تبين الدراسات الحديثة أن السائل المنوي يمكن أن يزيل أعراض الاكتئاب، فيعدل من مزاج المرأة تماما، فالأدلة تظهر أن المهبل يمكنه امتصاص العديد من مكونات السائل المنوي، لتسري في مجرى الدم في غضون ساعات قليلة من المعاشرة. والدليل على امتصاص المهبل لماء الرجل، وانتشاره في جسدها من خلال عروقها، حتى يصل إلى أعصابها، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله جل اسمه أن يخلق النسمة، فجامع الرجل المرأة، طار ماؤه في كل عرق وعصب منها، فإذا كان اليوم السابع أحضر الله له كل عرق بينه وبين آدم). ثم قرأ (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ) [الانفطار: 8]. ()
في مقال بعنوان “An ode to the many evolved virtues of human semen” نشرته Scientific American بتاريخ 22 سبتمبر 2010، تناول دراسة علمية للتحقيق فيما إذا كان السائل المنوي له تأثيرات مضادة للاكتئاب، وفقا لمقياس بيك للإكتئاب the Beck Depression Inventory، وهو مقياس أعراض الاكتئاب السريرية الأكثر شيوعا كتب جيسي بيرنج Jesse Bering: “نشرت الاستنتاجات الأكثر أهمية لهذه الدراسة سنة 2002 مع ضجة ضئيلة نسبيا في “أرشيف السلوك الجنسي the Archives of Sexual Behavior “، كانت هذه؛ حتى فيما بعد ضبط المعاشرة الجنسية المتكررة، النسوة اللواتي خضن في الجنس ولم يستخدمن الواقي الذكري “مطلقا” ظهر أن أعراض الاكتئاب لديهن أقل بكثير من اللواتي فعلن ذلك “عادة” أو “دائما” باستخدام الواقي الذكري. الأهم من ذلك؛ أن النسوة الناشطات جنسيا اللاتي بلا واقي ذكري في المعتاد، اتضح أيضا أن أعراض الاكتئاب أقل لديهن مما جرى لأولئك اللواتي امتنعن عن ممارسة الجنس تماما. على النقيض من ذلك؛ النسوة الناشطات جنسيا، حتى اللواتي كن داعرات حقيقيات، اللواتي استخدمن الواقي الذكري كنَّ مكتئبات تماما كما اللواتي مارسن العفاف تماما”. (المصدر)
علاقة الشيطان بالمال والبنون: بما أن الشيطان يجري مجرى الدم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الشيطانَ يَجري من ابنِ آدمَ مجرى الدَّمِ، فضَيِّقوا مجارِيه بالجوعِ والصَّومِ). () فإن الشيطان يجري ويتنقل داخل المجاري والأوعية الدموية، المنتشرة في جميع أنحاء جسم الإنسان، إذن فله نشاط مؤثر في التروية الدموية. وهذا يؤكد أن للشيطان القدرة على التحكم في الوظائف العضوية للإنسان، من خلال العبث في مركبات الدم، إما بإفساد بعض مكوناته، أو إعادة تركيب تلك المكونات، فيعمل منها ما سميته (مركبات سحرية عضوية)، مما يؤثر في لزوجة الدم، ويعيق سريانه وتدفقه، وقد لا تصل مكوناته بنسب كافية إلى أعضاء الجسم، فتفقد تلك الأعضاء تغذيتها، لتعمل بأقل من كامل كفائتها، فيظهر فيها الخلل والعلل والأمراض. فطالما أن العلاقة الجنسية تعتمد على التقاء جسدين، فللشيطان القدرة على التحكم في قدرات الإنسان الجنسية، من خلال العبث في الدورة الدموية، وبهذه الطريقة يتدخل الشيطان في إفساد العلاقة الجنسية.
بمثل هذه الحيل الشيطانية يتم نوع من المشاركة بين الشيطان والإنسان في الأولاد، لأن الشيطان في هذه الحالة كان له نصيب في هذا الولد، والذي تم الحمل به بواسطة الشيطان، قال تعالى: (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) [الإسراء: 64]. كذلك الشيطان يشارك الإنس في أموالهم إن كانت من حرام، ولا يشترط أن يكون الحرام بشكل مباشر، فللشيطان تفانين وألاعيب يستطيع من خلالها تمرير الحرام إلينا ونحن عن كيده غافلون، وهذا من أسباب انتفاء بركة المال في زماننا، فعز وجود من يأكل من حلال إلا من رحم ربي، والكل يخدع نفسه ويزعم كذبا أن ماله حلال. فهناك علاقة وثيقة بين المال والبنون، فلكي تتزوج وتعف نفسك عن الحرام، فأنت بحاجة إلى المال، وإن تزوجت فأنجبت ذرية، فحتما أنت ملزم بتوفير المال لكي تنفق عليهم، فإن ضيق عليك باب الحلال، وقعت في المحظور، فأطعمت أهلك وأولادك من الحرام، وهنا تسقط كل الحصانة، ويبدأ تسلط الشيطان على النسل والذرية، فيشاركك الشيطان مالك وأولادك.
الحقيقة أننا نعيش على الربا، فأوراق العملة التي نتداولها فيما بيننا، ما هي إلا مجرد وثيقة تثبت امتلاك حاملها لمقدار محدد من الذهب، والحقيقة أن حامل هذه الأوراق المالية لا يملك شيئا من هذا الذهب، إنما تملكه الجهة مصدرة العملة، فيرتفع سعر الذهب لتذهب عائداته إلى جهة الإصدار، بينما تهبط القيمة الشرائية للعملة، في حين ترتفع الأسعار في الأسواق. الأصل في العملة أن تكون قطعا من الذهب أو الفضة، وهذا كان إلى عهد قريب قبل انتشار المصارف الربوية، قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) [آل عمران: 14]. وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [التوبة: 34]. أن يحمل صاحب المال وثيقة تثبت ما ليس حاضرا معه من الذهب، فيشتري سلعة بما ليس في حيازته من ذهب، ويبيع سلعة في مقابل ما ليس في حيازة غيره، فهذا ربا، بدليل أنه لن يقبل أي مصرف استبدال أوراق العملة بالذهب أو الفضة، لأنه سيخسر عائداته من حيازة الذهب، ولكن يمكن أن يبيعك ما تملك قيمته من الذهب، وشرط البيع حضور التجارة، فإن غابت السلعة أو ما يقابلها من ذهب فهي ربا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ) [النساء: 29]. ولقد ذكرت في بحث بعنوان (خطوات على الجمر) علاقة الذهب بالعملات، فقلت: ولقد وضح المهندس محمد شريف مظلوم في كتابه (الذهب والدولار ولعبة الأسهم وعلاقتهما والصهيونية بانهيار العالم) الخطة الصهيونية للسيطرة علىاقتصاد العالم قائلا:
“قضت الصهيونية على 95% من القيمة الشرائية والذهبية لعملات العالم بواسطة دولار ابتدعه أوائل القرن العشرين بنكفيدرل رسيرف أصحابه من اليهود الأشكنازيين، ومؤسسه بول ديربورج ويرأسه حالياً بنشالوم برنانكيه Ben Shalom Bernanke وأعطوه عام 1943 دعماً ذهبياً ليفوز بثقة المتعاملين به حول العالم وتعهدوا لحامله بإعطائه أونصة ذهبية مقابل كل 35 دولاراً وفق معاهدة تعهدتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وسميت بمعاهدة بريتونوودز. فاكتسب الدولار القديم بهذه المعاهدة الثقة العالمية التي خطط لها الصهاينة، لتكون هذه الثقة بعد ذلك الطعم الذي يصطادون به الذهب من بين أيدي حكومات وشعوب العالم بعد إلغاء المعاهدة المذكورة ليصبح للدولار رصيد من الوهم بدل الذهب بعد أن ربطوا شركات ومصانع الدول الصناعية الغنية بعقود تجارية وصناعية وزراعية ضخمة طويلة الأجل بمليارات المليارات من الدولارات ثم لتصبح هذه العقود الضخمة رصيداً للدولار الجديد بديلاً عن رصيده الذهبي”.
ويضيف موضحا تفاصيل تلك المؤامرة قائلا: “الحرب الاقتصادية الصهيونية التي خطط لها الصهاينة قبل عام 1944 ونفذوها عام 1971 عندما نقضوا عهدهم مع الحكومة الأمريكية في دعمهم الذهبي للدولار وضغطوا عليها لتلغي معاهدة بريتون وودز، فكان لهم ما أرادوا، فارتفع ثمن غرام الذهب من دولار إلى 20 دولاراً ما بين عامي 2005/2006 وكان قبل 2005 = 10 دولارات وقبل 1971= دولاراً واحداً. وفي 15 آب 1971 أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون إلغاء معاهدة بريتون وودز التي تربط الدولار بالذهب لتبدأ الحرب الاقتصادية الصهيونية على شعوب العالم بنهب الذهب بواسطة دولار تنهار قيمته يوماً بعد يوم وتنهار معه الكفاية المعاشية للفقراء”.
ثم يسرد الكاتب تفاصيل المؤامرة الصهيونية فيقول: “لقد كانت هذه الرهانات، هي رأسمال الصهيونية في تنفيذ مخططاتها بنجاح، وكان لا بد من تحطيم معاهدة (بريتون وودز) قبل الصحوة الإسلامية المرتقبة، ويقظة المارد الإسلامي، لذا كان على الصهيونية العالمية أن تسرّع خطواتها ومغامراتها لإتمام الجريمة الاقتصادية بأسرع وقت ممكن. وليس أمام اللوبي الصهيوني إلا القوة والتهديد، بامتصاص الاحتياطي الذهبي للدولار من البنك المركزي الذي يملكه اليهود وليست الحكومة الأمريكية وكذلك، من الضغط واللعب في الانتخابات الأمريكية لإجبار الزعامات الأمريكية رغم أنفها على إلغاء معاهدة بريتون وودز. فعمد هذا اللوبي الصهيوني الخبيث عام 1970، إلى جماعات الضغط اليهودية في فرنسا ليقوموا بتحويل كل ما يملكه يهود فرنسا من ذهب وفرنكات فرنسية إلى دولارات أمريكية. فجمعوا مليارات من الدولارات المدعومة كلياً بالذهب وبمعاهدة بريتون وودز، وطلبوا من الحكومة الفرنسية الضغط على الحكومة الأمريكية، لتبديل هذه المليارات من الدولارات إلى ما يعادلها من الذهب، تطبيقاً للمعاهدة، وإعطاء يهود فرنسا أونصة ذهبية عن كل 35 دولاراً من هذه المليارات، أي سحب 28571428 أونصة ذهبية، أو حوالي 1000 طن من الذهب من الاحتياطي الذهبي للدولار، عن كل مليار دولار يبدلونه لأن: كل مليار دولار قديم = مليار غرام ذهب.
وخضعت الحكومة الأمريكية لطلب فرنسا ويهود فرنسا، وانتقلت آلاف الأطنان من الذهب من الاحتياطي الذهبي للدولار إلى فرنسا، مقابل مليارات الدولارات التي دفعها يهود فرنسا، دون أية ضجة إعلامية، خوفاً من عدوى تبديل الدولارات الورقية بالذهب لجماعات يهودية أخرى، أو أغنياء من دول أخرى من غير اليهود، تقليداً لليهود، ( ممن قد تأتيهم الصحوة المبكرة، وقبل أن ترتفع أسعار الذهب 20 ضعفاً، والأصح قبل أن تنخفض أسعار الدولارات 20 ضعفاً، كما سيأتي بعد إلغاء معاهدة بريتون وودز)، فينهار الدولار الأمريكي، لأن مخزون احتياطه الذهبي، يمكن أن يغادر بعضه أو شطره الأكبر أمريكا إلى خارجها. وتبقى مليارات الدولارات في أمريكا دون احتياطي ذهبي لها، فينهار الاقتصاد الأمريكي، وتنهار معه أمريكا، وتتفكك ولاياتها إلى دويلات هزيلة متصارعة، (كما تفكك الاتحاد السوفيتي فيما بعد، إلى دول هزيلة نتيجة انهيار الروبل الروسي”. (المصدر)
لم يكن من قبيل التشبيه المجازي أن يقرن الله تعالى بين أكل الربا والمس والشيطان في قوله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة: 275]، وإنما هناك علاقة وثيقة تربط بين تخبط الشيطان، أي تلاعبه بعقل الممسوس وجسده، وبين أكل الربا، لذلك توعد الله تبارك وتعالى آكلي الربا بحرب منه فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ) [البقرة: 178، 279]. فسلط الله على آكل الربا أشد خلقه عداوة لنا، وهو الشيطان، فإن لم يتسلط على جسده، تسلط على عقله فأضله السبيل، ويحسب من غفلته أنه من المهتدين. فمن غرته الحياة الدنيا وزينتها فقد غرر به الشيطان، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر: 5، 6].
والربا مال سحت فما نبت منه جسد فالنار أولى به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ جَسَدٍ نبتَ مِنْ سُحْتٍ فالنارُ أولَى بِهِ). () لذلك فالنطفة التي نبتت من سحت فالنار أولى بها، ولن تنفعها التسمية عند الجماع، بل يتسلط عليها الشيطان الرجيم، فهو أولى بأهل الربا، وآكلي السحت، لأنهم معه من أصحاب السعير.فترى الأولاد تتلعب الشياطين بعقولهم، ويميلون مع أهواءهم حيث مالت بهم، فلا يستجيبون لموعظة، وفي عصيان دائم ورفض للنصح، وفشل وإخفاق في علاقتهم بربهم، وانصراف عن الطاعة، وانقطاع عن العبادة، حتى ما يأتون به من دينهم لا ينتفعون به، فلا تظهر عليهم نعمة الدين. فإن وجدت المس فابحث عن الربا أولا، ثم لا تلومن إلا نفسك، فلن تذوق للشفاء طعما حتى تترك الربا، وإن عالجك أتقى الناس وأبرهم لله تعالى، وأشدهم صلاحا، وأوسعهم علما، لأنك بأكلك الربا والسحت أوصدت الباب بينك وبين الله الشافي، وبارزته بالحرب والعداوة، حتى تتوب عن الربا تماما، إلا أن تكون مكرها، فنسأل الله الفرج القريب مما ابتلينا به من أكل الربا مرغمين.
مشاركة الشيطان في الجماع: في واقع الأمر؛ لا أحد من البشر يطلع على العلاقة الحميمية بين الزوجين، لكن الشيطان يراهما في هذا الوضع، وينظر إليهما على حالهما تلك، لقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27]. ولأن الجماع في حقيقته وسيلة لإنجاب مولود جديد من الإنس، وعدو جديد للشيطان، فالشيطان يدرك التوقيت المناسب ليتحكم في محركات الغريزة الجنسية، إما بتحريك الشهوة الجنسية، وتحفيز الجسد، حضا منه على الفحشاء، ودفعا إليها، وإما بتسكين الشهوة، وتثبيط الجسد، صرفا منه عن الحلال، وصدا عنه. إذن فالعلاقة الجنسية محضورة من الشيطان، فكما أنها مستهدفة في الحلال، أي في الزواج، فهي كذلك مستهدفة في الحرام، أي في الفواحش بأنواعها.
حدد النبي صلى الله عليه وسلم وقت الجماع في قوله (لو أن أحدكم إذا أتى أهله)، وقرن الجماع بتسلط الشيطان على الولد، ولم يربط الضر بمولده، أي أن للشيطان دور يبدأ حين الجماع، وهذا الدور هو الضر الناتج عن مس الشيطان للإنسان،فقال: (لم يضره الشيطان)، ففي قوله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83]، فقوله (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أي مس من الشيطان، لقوله تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص: 41]. و(الضُّرُّ) كان من الشيطان، فأصابه (بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ). ولأن الشيطان لا سلطان له على عقيدة المؤمن طالما أن مصدرها الوحي، قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42 ]، إذن الضر المقصود في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم يضرَّه شيطانٌ أبدًا) هو تسلط الشيطان على جسم هذا المولود لا عقيدته، وذكر هنا (شيطانٌ) فلا يخص الحديث شيطان كالقرين، أي لا يضره أي شيطان أبدا.
من أهم المسائل التي يجب أن يلم المعالج بها إلماما علميا، دراسة العلاقة الجنسية لكل من الإنس والجن على حد سواء، فالاتصال الجنسي في زواج شرعي ليس مجرد علاقة حميمية تقف عند حدود الدافع لاستفراغ الشهوة، والنتيجة حفظ النسل والنوع، هذا جزء ضئيل جدا من الحقيقة. وإنما عملية الاتصال الجنسي لها أبعاد روحية تخفى على الإنسان، تنشأ من اتصال الروح بالجسم، نحن كبشر جاهلون بها، بسبب إهمال البحث والتجريب في مجال الطب الروحي. فالاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة هو حالة التحام بين عناصر روحية ثلاث؛ (الجسد المادي)، و(الجسد الروحي)، و(الجسد الجني)، وهي أجساد ثلاثة متحدة، ومتصلة مع بعضها البعض، من خلال سبعة نقاط محددة، في كل من جسد الرجل والمرأة، أي عند حدوث الاتصال الجنسي تلتحم ستة أجساد معا، جسدين ماديين، وجسدين روحيين، وجسدين جنيين، وهذا الالتحام يتم من خلال العضوين التناسليين للرجل والمرأة بصفتها أحد نقاط الاتصال بين الأجساد الثلاثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق