الشيخ الروحاني مصطفى الزيات

الشيخ الروحاني مصطفى الزيات
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الروحاني مصطفي الزيات

السبت، 29 أغسطس 2020

الأسحار التنفسية الشيخ الروحانى مصطفى الزيات لجلب الحببيب بالقران 00201124436244

تسيطر الشياطين على الجهاز التنفسي، بواسطة أسحار خاصة به، فيؤثرون من خلاله في كل وظائف جسم الإنسان، فلو أننا درسنا الجهاز التنفسي في حدود ما توصلنا إليهم من علم، لأدركنا على الفور كيفية تحكم الشيطان فيه، وهذا الإطار الضيق من المعلومات، مجرد صورة شفافة، تلمح إلى ما يمكن أن يفعله الشيطان بهذا الجسنةهاز الحيوي، من خلال ما نجهله عنه من معلومات. فالشيطان يعمل في جسم الإنسان وفق ما انتهى إليه علمهم كجن، وليس وفق منتهى علمنا نحن كبشر، فكما أن خلق الجن سابق على خلق البشر، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) [الحجر: 26، 27]. فكذلك علم الجن سابق لعلم البشر ومتقدم عليه بمراحل كبيرة جدا، سواء من حيث العلم بالتكوين البشري، أو التكوين الروحي.

وبكل تأكيد تم فصل الطب الروحي عن الطب البشري، فصار الطب البشري قاصرا، لدرجة أدت إلى عجز الأطباء، وإخفاقهم في علاج كثير من الأمراض المزدوجة، وهي الأمراض الروح بشرية. ولا يزال لديهم اعتقاد كبير أنها أمراض بشرية بحته، منها على سبيل المثال؛ الإصابات الفيروسية، والسرطانية، التي تقضي على حياة الإنسان، فتفارق الروح الجسد وتنفصل عنه. فروح الإنسان، وقدرته على التفكير، وحالته النفسية يتأثرون بمدى صلاحية جسده المادي. لذلك يقوم سحرة الجن بابتكار وتطوير أسحار خاصة بالجهاز التنفسي، وهو جهاز حيوي، مسؤول عن حياة الإنسان، وكفاءة أداء جسده، والروح تتأثر به تأثرا كبيرا جدا، بدليل أن الإنسان إن حرم التنفس تدهورت حالته النفسيه وعجز عن التفكير وقد يفقد وعيه، وإن انقطع عنه التنفس تماما، انفصلت روحه عن جسده ومات.

فالأسحار التنفسية هي من أهم وأخطر الأسحار، لارتباطها بجهاز حيوي منعلق بحياة الإنسان، وتأثيرها خفي لا يدرك بسهولة، فلا يمكن الربط بين دور الأسحار في وظيفة الجهاز التنفسي، وببن آثارها المترتبة عليه، والتي تظهر في معاناة المريض، وبالتالي فعادة لا يلتفت إليه. الوسوسة هي مجرد عرض من أعراض السحر، وضيق الصدر هو كذلك عرض مقترن عادة بالوسوسة، وكلاهما عرضين من أعراض الأسحار التنفسية. ولكن الأطباء النفسيين فصلوا بين الوسوسة والأمراض العضوية، بينما القرآن الكريم جمع بين الوسوسة والصدر، وإن كانت الوسوسة أفكارا، فهي تواصل عقلي، أي أنها تصدر من عاقل؛ وهو الشيطان، إلى عاقل؛ وهو الإنسان، لكن الأطباء لا يقرون بدور الكائن العاقل الآخر، وهو الشيطان، وكأنه مجرد حوار ذاتي، قال تعالى: (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ) [الناس: 4؛ 6]. قال تعالى: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) [الأنعام: 125].


توافق السحر مع السنن الكونية: قد يتميز الجن بقدرات تفوق قدرات البشر، لكن ما يجب التأكيد عليه؛ أن تطبيق السحر لا يعتمد بشكل كامل على خصائص قدرات الجن، وإنما يسير السحر وفق السنن الكونية، ولأن كثيرا منها مجهول لنا، معلوم للجن، فلا يمكن أن يخطر ببالنا أن الشياطين تعمل وفقا لهذه السنن المغيبة عنا. لهذا السبب يظن الجاهل بثوابت دينه، أن السحرخارق للعادات، ولهذا عادة ما يخدع الدجالون عوام الناس بما يشبه الكرامات، وما هي إلا ممارسات سحرية، فالسحر يقدم في صورة كرامات، وهذا معروف ومشاهد لدى الطوائف الصوفية، والفرق الإسلامية، وغير الإسلامية من الملل الأخرى.

وفي المقابل ظهر نوع جديد من الدجل؛ حيث يقدم السحر باسم العلم، فكثير من الاختراعات المعاصرة التي أبهرتنا، تم انتقال أسرارها العلمية من عالم الجن إلى عالم البشر، وما هي في حقيقة الأمر؛ إلا مخترعات شيطانية، كما أنها تحمل جانبا إيجابيا نفعيا، فإن لها جوانب سلبية ضارة، وقد يفوق ضررها نفعها، ولكننا مغيبين، فلا زلنا نجهل هذه الحقيقة. تكتشف هذه المخترعات عن طريق ممارسة هؤلاء العلماء للسحر، واتصالهم المباشر بالشياطين، ويتم هذا في الوقت الحالي تحت إشراف مؤسسات حكومية رسمية، وبشكل شبه سري، بعد أن كان معلنا في منتصف القرن الماضي. فبكل أسف؛ أننا نعيش اليوم أكبر خدعة عالمية مرت بها البشرية، فيقدم لنا السحر على أنه تقنيات علمية مبهرة، ولكن المنافع المبهرة منه، والضرورات الملحة، كل هذا يجعلنا نغض الطرف عن أن كل هذه المخترعات من ابتكار عتاة السحرة في العالم، تغرنا هيأتهم الحسنة البهية، وحصولهم على جوائز عالمية مشبوهة باسم السلام.

لم تعد صورة الساحر قاصرة على ما تقدمه الأساطير، والموروث الشعبي، وما يطرحه الخيال السينمائي، من صور ساذجة للسحرة، تتسم بالقبح، والخسة، والدونية، بل إن صفوة السحرة المعاصرين؛ هم من العلماء، والمبدعين، والساسة، وأصحاب السلطة، من القادرين على توجيه عقول البشر لتحقيق مخططات الشيطان، في اتجاه التمهيد للخروج الأكبر للمسيح للدجال. وإدانة كبار الشخصيات الشهيرة بممارسة السحر، ثابتة بما لا يدع مجالا للشك، في اتصالهم بشياطين الجن، واتباع أوامرهم، فهم رسل ابليس في عالمنا، وهو مضطر أن يحسن اختيار مرسليه.

بدون شك؛ إن كان لخصائص قدرات الجن دور لا ينكر في تنفيذ السحر، إلا أنها ليست بالتي تخرق العادات، ولا تستبدل السنن الكونية، بحسب المفهوم السائد، فقدراتهم تنتهي عند حدود سنن كونية خاصة بهم، ولا يملكون تجاوز السنن الكونية التي نخضع لها كبشر. فهم يعملون وفق النظام الذي يعمل عليه الجسم البشري، فيفسدون أداءه بما لديهم من علم يخفى عنا، فيصاب الإنسان بالعلل والأمراض التي لا يعلم لها سبب في حدود منتهى علم البشر بخصائص أجسامهم.

من ثوابت عقيدتنا الإسلامية؛ أنه لا يغير العادات، ولا يبدل السنن الكونية إلا الله تبارك وتعالى فقط لا غير، لقوله تعالى: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) [الأحزاب: 62]، وقوله: (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) [فاطر: 43]، ولا يبدل الله عز وجل سننه، إلا أن تكون آية منه للناس، فجرت سنة الله أن الإنسان لا يحيي الموتى، وأن الموتى لا يبعثون إلا يوم القيامة، لكن الله تعالى خرق هذه العادة للمسيح عليه السلام، فكان يحيي الموتى بإذن الله، وهذا ما أكده المسيح عليه السلام في قوله تعالى: (وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ) [آل عمران: 49].

والحقيقة؛ أن السحر علم مكتسب، يدرس ويتعلم، يتلقاه سحرة الإنس عن سحرة شياطين الجن، وهذا ما أثبته الله تعالى فقال: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102]. جزء من هذا العلم مجرد إجراءات تقنية، من تراكيب تتكون من مواد وعناصر مختلفة، وكتابة أمر التكليف، وإطلاق البخور، وغير ذلك الكثير من أمور لا حصر لها، والجزء الآخر طقوس تعبدية يؤديها الساحر الإنسي لمعبوده من شياطين الجن، وتختلف صورة عبادة الشياطين، بحسب رؤية كل واحد منهم، وتتلخص العبادة في الانقياد للشيطان وطاعته، والجزء الغيبي والأهم منه يعتبر تطبيقات عملية ينفذها شياطين الجن، فبواسطتهم يتحول أمر التكليف إلى واقع ملموس، ومعاناة يتكبدها المسحور له

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق